تعيين الدكتور سيداتي ولد أعمر جودة مديرًا عامًا لمستشفى النعم

ثمة قرارات لا تُقرأ في نصوصها الإدارية، بل تُفهم في نبض الناس وفي لهفة المدن وفي ارتياحٍ لا يصطنعه التوجيه.
تعيين الدكتور سيداتي ولد أعمر جودة مديرًا عامًا لمستشفى النعمة الجهوي ليس مجرّد تدوير وظيفي بل هو استدعاءٌ للثقة من ماضٍ مشرق واستئنافٌ لعلاقةٍ لم تنقطع بين رجلٍ ومكانٍ شهد له وبه.

لم يكن سيداتي مديرًا عابرًا في تجكجة بل كان ذاكرةً حيّة في كنف كل مريضٍ تماثل للشفاء وكل ممرّضٍ شعر بقيمة جهده وكل مواطنٍ استشعر كرامته في حضرة مؤسسةٍ عمّ فيها النظام وارتقى فيها الأداء وساد فيها خُلق المسؤولية.

إننا لا نستعرض هنا سيرةً منقوشةً على الورق، بل نتتبع آثارًا باقية على الأرض في القلوب قبل المرافق وفي الذكرى قبل الأرقام.
فحين خرجت النعمة ذات مساء ترفض تحويله عنها لم تكن تدافع عن شخص بل عن تجربةٍ نادرةٍ من الوفاء والإتقان اجتمعت في رجلٍ أدرك باكرًا أن الصحة ليست إدارة بل رسالة.

واليوم يعود… لا بوصفه مديرًا فحسب بل كما تعود الأرواح إلى أجسادها وكما يعود الماء إلى نهرٍ جفّ دهراً وانتظر الغيث.
يعود محمولًا على أكتاف الرجاء وموصولًا بحلمٍ شعبيٍّ في أن يكون للمستشفى نبضٌ لا يخبو وصوتٌ لا يعلو عليه إلا أنينُ المريض فيُستجاب له.

وفي هذا المقام، لا بد من كلمة حق تُرفع خالصةً لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني الذي أثبت أن للكفاءة مكانًا وللشرف المهني قيمة.
كما نثمّن عالياً بصيرة معالي وزير الصحة السيد عبد الله ولد وديه الذي أعاد الثقة إلى من يستحقها وأحسنَ الاختيار حيث وجب الإحسان.

فهنيئًا للنعمة وهنيئًا للمؤسسة وهنيئًا للوطن برجاله الذين يعملون بصمت ويُنجزون بضمير ويغادرون المكاتب وقد خلفوا فيها أثرًا لا يُمحى.